جامع تشامليجا إسطنبول أكبر مسجد بتاريخ تركيا

مسجد تشامليجا إسطنبول

تمَّ افتتاح مسجد تشامليجا في يوم الجمعة، الواقع في 3 أيار/مايو 2019 م الموافق لــ 28 شعبان 1440 هـ في القسم الآسيوي من إسطنبول على تلة عالية مطلة على مضيق البوسفور.

وقد تمَّ الافتتاح بعد أداء أول صلاة جمعة في المسجد ، وقد بدأ المسجد منذ صباح يوم الافتتاح بتلاوة القرآن الكريم على مذياع المسجد، حيث شارك في حفل الافتتاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع عدد كبير من المسؤولين الأتراك والشخصيات المعروفة وممثلين عن عدد من الدول الإسلامية والعربية، وبمشاركة واسعة جداً من المواطنين الأتراك ووسائل الإعلام التركية والعالمية التي غطت إعلامياً هذا الحدث الكبير.

جامع تشامليجا ليس مجرد مسجد فحسب بل مجمَّع كبير يضم قاعة مؤتمرات ومتحفاً للآثار الإسلامية التركية ومعرضاً للفنون أيضاً .

في عام 2013م ، بدأت عمليات بناء المسجد على أعلى قمة في مدينة إسطنبول بمنطقة أوسكودار على طراز الهندسة المعمارية العثمانية.

المسجد أقيم على مساحة 15 ألف متر مربع، ويتسع لنحو 63 ألف مصلٍ في وقت واحد.

المسجد يرتفع عن سطح البحر 226 متراً ، وبني على تلة تشامليجا الخضراء وكما ذكرنا تعتبر أعلى قمة بالجانب الآسيوي من مدينة اسطنبول هذا الشطر المطل على مضيق البوسفور ، حيث يُرى الجامع من أقصى جانبي المدينة الأوروبي منها والآسيوي.

يعتبر جامع تشامليجا أكبر مسجد يتم إنشاؤه في تاريخ الجمهورية التركية واستغرق بناؤه 6 سنوات حيث بدأ العمل به في 2013م ليتم الانتهاء منه وافتتاحه في 2019 م.
أما سبب تسمية جامع تشامليجا بهذا الاسم فهو نسبة إلى المكان الذي أنشئ عليه الجامع وهي قمة تشامليجا أعلى قمم اسطنبول كما ذكرنا.

حقائق حول جامع تشاميلجا

قام بتصميم هذا المسجد مهندستان تركيتان هما باهار ميزراك وخيرية غول توتو، اللتين فازتا بالمسابقة التي أقيمت لاختيار المصممين.
كُتب على قبة المسجد التي يبلغ قطرها 72 متراً من الداخل لفظ الجلالة الله بالفولاذ المطلي باستخدام تكنولوجيا النانو، وحوله أسماء الله الحسنى وسورة الفتح، بالإضافة لوجود نظام إضاءة خاص بالقبة.
يبلغ طول حرف الألف في لفظ الجلالة الذي كتبه الخطاط المشهور "حسن شلبي" خمسة أمتار .
تمت كل أعمال الزينة على قبب الجامع من تخطيط وغيره باليد.
يوجد طابقان مخصصان للنساء، حيث سعة قسم النساء 5 آلاف شخص.
وُظِّف لتركيب نظام الصوت في الجامع أفضل خبراء صوت في تركيا، حيث يقال إن صوت الأذان يمكن أن يسمع من منطقة “توبكابي”.
يعتلي مسجد تشامليجا ست مآذن، أربع منها بطول 107.1 أمتار، أي أعلى من مآذن مسجد المدينة المنورة. وفي هذا الرقم رمزية خاصة، إذ أن فيه إشارة إلى عام 1701 م، الذي انتصر فيه السلاجقة على البيزنطيين في معركة ملاذكرد في زمن السلطان ألب أرسلان التركماني. واثنتان بطول تسعين متراً ، في حين يبلغ ارتفاع قبته نحو 72 متراً وقطرها 34 متراً .
تمَّ تخصيص حدائق حول المسجد بمساحة 30 ألف متر مربع يتمكن الزائرون من التنزّه فيها، والاستمتاع بمنظر إطلالتها التي تعتبر من أجمل إطلالات إسطنبول. تشرف الحدائق على الجزأين الآسيوي والأوروبي للمدينة، بالإضافة إلى جزء من بحر مرمرة.
مزجت عمارة المسجد الكبير بين الهندسة العثمانية السلجوقية والهندسة الحديثة.
يزن قوس القبة الرئيسية 4,5 طن، ويبلغ طوله 7,62 متراً وعرضه 3,12 متراً ، وهو مطلي باللون الذهبي.
يوجد في موقع الجامع متحف بمساحة 11 ألف متر مربع، ومعرض فني بمساحة 3 آلاف و500 متر مربع، ومكتبة بمساحة 3 آلاف متر مربع، وتوجد صالة محاضرات تتسع لألف شخص، وثماني ورشات عمل ومواقف سيارات تتسع لـ3 آلاف و500 سيارة.
من الناحية الرسمية فإن الحكومة تبرعت بالأرض والتأييد الشخصي من جانب الرئيس أردوغان , أما التكلفة التي تقدر بأكثر من 100 مليون ليرة تركية، أي ما يعادل 43 مليون يورو، فقد تم تدبيرها من خلال التبرعات .

السر وراء اختيار الأرقام في مسجد تشاميلجا

المسجد يحمل في تصميمه معانٍ لكل رقم وشكل هندسي فعلى سبيل المثال :
قطر القبة الرئيسية 34 هو رمز إسطنبول.
طول المآذن هو 107,1، وعند رفع الفاصلة العشرية يصبح الرقم 1071 وهو تاريخ معركة ملاذ كرد الفاصلة في التاريخ بين الغرب والشرق، حيث انتصر فيها المسلمون الأتراك السلاجقة بقيادة السلطان ألب أرسلان على البيزنطيين.
ارتفاع المسجد من الأرض حتى السقف 72 متراً ، وهو عدد الشعوب والأعراق الذين عاشوا على أرض تركيا.
الزخارف منها 16 اسماً من أسماء الله الحسنى، وهو رمز لعدد الدول التي أسسها الأتراك منذ امبراطورية طومان 220 قبل الميلاد، انتهاء بالدولة العثمانية.
وتحمل القبة الرئيسية هلالاً من المعدن المعالج بتقنية النانو تكنولوجي، بحيث يبقى على لمعانه ولا يتأثر بالعوامل الطبيعية، ويبلغ طوله 7.62 ووزنه أربعة أطنان و500 كيلو جرام.

أهمية مسجد تشامليجا

تبرز أهمية مسجد تشامليجا في اسطنبول في كونه يحمل بعداً ثقافياً وسياحياً إلى جانب البعد والأهمية الدينية له، وفيما يلي أهم النقاط التي تتجلى فيها أهمية هذا المسجد:

صرح ديني جديد يبرز اهتماماً حكومياً ببناء المساجد والحض على العبادة
الجمع بين الدور التعبدي للمساجد والأدوار الأخرى الثقافية والتي تتجلى في وجود مكتبة إسلامية كبيرة ومتحف أثري إسلامي وقاعة للفنون.
تخفيف العبء على المساجد الأخرى المحيطة به وخاصة في صلاة الجمعة، حيث أنّ ساحات أغلب المساجد في إسطنبول تمتلئ بالمصلين بشكل كبير، مما يظهر أهمية بناء مسجد كبير يستوعب هذه الأعداد الضخمة.
كذلك يمثل مسجد تشامليجا في اسطنبول فرصة لوجود مساحة كبيرة جداً لإحياء المناسبات الدينية في تركيا وخاصة إحياء ليلة الإسراء والمعراج، أو ليلة النصف من شعبان، وغيرها من الاحتفالات الدينية التي يحتفل بها الأتراك.
تشجيع السياحة الدينية والتي أصبحت من مميزات السياحة في تركيا في الفترة الحديثة، إذ تفضل العائلات التركية المحافظة، والعائلات القادمة للسياحة من بلدان عربية أو إسلامية، هذا النوع من السياحة.
جمالية التصميم الخارجي والداخلي للمسجد تضيف إلى العمران التركي نموذجاً من أرقى نماذج العمران والإنشاءات، مترافقة مع زخرفة عثمانية جذابة، تعيد إلى الذاكرة التركية مرحلة الازدهار العثماني في إسطنبول منذ عدة قرون .

النشاطات التي يمكنك القيام بها عند زيارة مسجد تشامليجا

أمامك كزائر لمسجد تشامليجا في إسطنبول فرصة رائعة للقيام ببعض النشاطات المميزة ألا وهي :

الصلاة في المسجد وقراءة القرآن
الاستراحة والتأمل
الإطلاع على المتحف والمكتبة ومعرض الفنون
الاستمتاع بجولة داخل حدائق المسجد .
فرصة لاصطحاب العائلة لجولة سياحية هادئة ومميزة.
التقاط الصور التذكارية في المسجد وفي محيطه، والتقاط صور بإطلالة ساحرة على مضيق البوسفور و بحر مرمرة وأجزاء كبيرة من القسمين الأوروبي والآسيوي من إسطنبول.

كيف يتم الوصول إلى جامع تشامليجا اسطنبول :

يُمكن الوصول إليه بأكثر من طريقة أسهلها :

سيارات الأجرة ، أو استقلال الحافلة مُباشرةً من منطقة أوسكودار وصولًا إلى كسيكلي ثم السير لمدة 15 إلى 20 دقيقة حتى جبل العرائس اسطنبول
ويتم الوصول إليه أيضاً عن طريق البواخر للوصول إلى أوسكودار ، ثم يتم أخذ سيارة نقل أو أجرة أو حتى بالباصات العامة بحيث توصلك إلى محطة قريبة من التلة، ثم عليك المشي لمسافة قصيرة لتكون في قلبها.